للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويتبين من هذا أن أبا زياد الكلابي ركز معرفته على بني كلاب، ولكنه لم يقتصر عليهم بل شمل بحثه عشائر وأماكن أخرى، بشكل مقتضب لا نعلم فيما إذا كان مرجعه قلة ما روى عنهم أبو زياد أم إلى قلة ما نقله ياقوت.

أما محمد بن ادريس بن أبي حفصة فان كتابه هو مناهل العرب (ياقوت ١/ ٧) وقد اعتمد عليه ياقوت في أكثر من مائة وخمسين موضعا، وخاصة في كلامه عن اليمامة ومناهلها كما نقل عنه بعض النصوص المتعلقة بالبحرين وأماكنها (٢/ ٣٥٤) ٤/ ١٣، ٤:٤). ويبدو من هذه النصوص أن الحفصي فصل في وصف اليمامة وما فيها من أماكن، وبحث طرق المواصلات التي تربطها بالبصرة وبمكة.

ولم يذكر الحفصي من مصادره إلا الأصمعي حيث ذكر ياقوت «قال الحفصي عن الأصمعي بلاد باليمامة يقال لها الموفية، فيها نخيلات» (٤/ ٦٨٦) ويدل هذا النص على أن الحفصي كان مطلعا على كتاب الأصمعي، ويبدو أنه لم يكتف به بل أضاف اليه معلومات وتصويبات حملت ياقوت على الاعتماد عليه في وصف أماكن اليمامة، وإهمال الأصمعي في ذلك.

إن مكانة الأصمعي بين علماء اللغة ورواة أخبار العرب وأهل البادية أشهر من أن تحتاج إلى التنويه، وهي تخرج عن نطاق بحثنا الذي نحصره في دراسة كتابة جزيرة العرب، فقد ذكر هذا الكتاب للأصمعي من ترجم له، ونقل عنه ياقوت نصوصا كثيرة، كما نقل عنه الحفصي (٦٨٦،٤) ونصر بن عبد الرحمن أبو الفتح الاسكندري، والسمهودي.

وقبل أن نبحث هذا الكتاب نرى من المناسب أن نذكر مكانة الأصمعي عند البكري فان البكري ألف معجم ما استعجم وهو أقدم كتاب جغرافي في العربية مرتب على حروف المعجم وهو يبحث في الدرجة الأولى أماكن جزيرة العرب، وقد اعتمد على المؤلفين القدماء وخاصة من أهل اللغة، ونقل عن الأصمعي ١٥٠ نصا، منها ٨٦ منقولة عنه مباشرة والأخرى عن طريق

<<  <  ج: ص:  >  >>