ابن كلاب، ذكر ابن النديم انه قدم بغداد ايام المهدي حين أصابت الناس المجاعة، ونزل قطيعة العباس بن محمد، فاقام أربعين سنة حتى مات، وقد ذكر له كتاب النوادر، وكتاب الفرق، وكتاب الابل، وكتاب خلق الإنسان (الفهرست ٧٣) ان أهم مؤلفات ابي زياد هي النوادر التي عندما الف علي بن حمزة البصري كتابه «التنبيهات على أخطاء الرواة» بدأ كتابه بنوادر ابي زياد وقال «وإنما بدأنا بها لشرف قدرها وسمو ذكرها ونباهة صيتها (ص ٨) وقد نقل عن أبي زياد كل من الزبيدي صاحب طبقات النحويين، والمرزوقي شارح ديوان الحماسة وابي الفرج الاصبهاني مؤلف الأغاني (٥/ ٢٧٦) والتوحيدي في البصائر والذخائر (٣٤) كما أشار اليه أبو عبيد في كتاب الأموال (٢٠٥). غير أن أوسع من نقل عنه هو ياقوت في معجمه.
يعتبر ياقوت أبا زياد الكلابي «من طبقة أهل الأدب الذين قصدوا إلى ذكر الأماكن العربية والمنازل البدوية، ذكر في نوادره من ذلك صدرا صالحا وقفت على أكثره»(١/ ٧) وقد كرر ياقوت اسم النوادر في ستة مواضع (١/ ٧، ٧٠١، ٢/ ٣٦٣، ٨٥٣، ٣/ ٣٢٤، ٤٧٦) ولكن كلام ياقوت صريح بانه لم يقف على كل النوادر أو ينقلها جميعا.
ولقد أورد ياقوت لأبي زياد شروحا لغوية (١/ ٦٨، ٣/ ١١٧، ٤/ ٨٥٢) وأشعارا بعضها من نظمه وبعضها من روايته (١/ ١٣٢، ٤٨٨، ٥٨١ ٢/ ٢٩٠، ٣/ ٣٩٣، ٤/ ٢٦٠، ١٠٠٧) ونقل عنه أيضا معلومات تاريخية ذات علاقة ببعض الأماكن كيوم خزاز، والشيصبان (؟) ويوم النشاش، كما نقل عنه أيضا وصف طريق مصدق بني كلاب ومحطات ذلك الطريق (٣/ ٧٣٤، ٤/ ٤٥٠، ٤٧١، ٥٥٦ وكذلك ١/ ٢٢٩) وأشار إلى بعض محطات الطرق امّرة (١/ ٣٦٢) وتربان ١/ ٨٣٣ والدبيل ٢/ ٨٧٦).
يتبين مما نقله ياقوت ان أبا زياد الكلابي تناول بالبحث اليمن، حيث نقل منه نصوصا عن الدثين، ومريع، ونجدان، وديار همدان. [نجد اليمن]