من فعل محرمًا (١)، ونهيه له حسن (٢). ويستمر ذلك (إلى) مضي (ثلاثة أيام) بلياليها (٣). وكرهها جماعة بعدها (٤). ويكره تكرارها. ويكره الجلوس لها، والمبيت عند أهل الميت (٥). ويكره [تعزية] الشابة الأجنبية (٦).
ومعنى التعزية: التسلية، والحث على الصبر بوعد الأجر، والدعاء للميت المسلم، وللمصاب (٧). ولا يتعين (فـ) ـــــــيما يقوله (٨)، ومنه (يقال له) أي: للمصاب: (أعظم الله أجرك، وأحسن عزاءك) فقط، إن كان الميت كافرًا (و) إن كان مسلمًا قال: و (غفر لميتك)(٩) ويحرم تعزية الكافر (١٠) (ويقول هو" أي: المُعزَّى - بفتح الزاي المعجمة -: (استجاب الله دعاءك، ورحمنا وإياك)(١١)، ويسن للمصاب أن يسترجع، فيقول: "إنا لله، وإنا إليه راجعون، اللَّهُمَّ أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرًا منها" (١٢)، ويصلي ركعتين. قاله الآجري (١٣).
(١) ينظر: الفروع ٣/ ٤٠٤، الإنصاف ٦/ ٢٧١، كشاف القناع ٤/ ٢٨١. (٢) ينظر: الإقناع ١/ ٣٨٣. (٣) ينظر: بلغة الساغب ص ١٠٥، التنقيح ص ١٣٥، شرح المنتهى ٢/ ١٥٨. (٤) منهم ابن تميم في مختصره ٣/ ١٦٠، ونقله في الإنصاف ٦/ ٢٧١ عن ابن شهاب، والآمدي، وأبي الفرج، والمجد، وصوبه في تصحيح الفروع ٣/ ٤٠٥، وقال في التنقيح ص ١٣٥: "وقيل: وفوقها لغائب، ونحوه، وهو أظهر". (٥) ينظر: مختصر ابن تميم ٣/ ١٦١، الإنصاف ٦/ ٢٧٠، كشاف القناع ٤/ ٢٨٢. (٦) ينظر: المغني ٣/ ٤٨٥، الإنصاف ٦/ ٢٧١، معونة أولي النهى ٣/ ١٢٤. (٧) ينظر: المطلع ص ١٢٠، المبدع ٢/ ٢٦٨. (٨) ينظر: المبدع ٢/ ٢٨٧، الإنصاف ٦/ ٢٧٣، شرح المنتهى ٢/ ١٢٤. (٩) ينظر: الحاوي الصغير ص ١٣٣، الإنصاف ٦/ ٢٧٣، معونة أولي النهى ٣/ ١٢٤. (١٠) ينظر: بلغة الساغب ص ١٠٥، الإنصاف ٦/ ٢٧٦، الروض المربع ٣/ ٧٠٣. (١١) ينظر: الحاوي الصغير ص ١٣٣، الإنصاف ٦/ ٢٧٦، كشاف القناع ٤/ ٢٨٤. (١٢) ينظر: الكافي ٢/ ٧٨، الإقناع ١/ ٣٨٤، المنتهى ١/ ١١٨. (١٣) نقله عنه في الفروع ٣/ ٣٩٦، ثم قال: "وهو متجه". وينظر: الإقناع ١/ ٣٨٤. وعن عيينة بن عبد الرَّحمن، عن أبيه: "أن ابن عباس نُعي إليه أخوه قثم وهو في سفر، فاسترجع، ثم تنحى عن الطريق، فأناخ، فصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس، ثم قام يمشي إلى راحلته، وهو يقول: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (٤٥)﴾ [البقرة: ٤٥]. أخرجه ابن جرير في تفسيره ١/ ٢٦٠.