إنِّي امرؤٌ قد حلبْتُ الدَّهْرَ أَشْطُرَهُ... وسَاقَنِي طَبَقٌ منهُ إلى طَبَقِ
فلسْتُ أصبو إلى خلٍّ يفارقني... ولا تقبضَنْ أحشائي من الفَرَقِ (١)
وقال أبو (٢) سعيد: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ}: كان قوم (٣) في الدُّنيا في الرِّفعة فصاروا في القيامة إلى الضَّعَة، أو قوم كانوا في الضَّعَة فصاروا إلى الرِّفعة (٤).
وقال أبو عبيدة والأخفش: لتركبُنَّ سُنَّة الأوَّلين في التَّكذيب والمعاصي (٥).
وقال مكحول: في كلِّ عشرين عامًا يُحدِثون أمرًا لم يكونوا عليه (٦).
وقيل: هو بشارة للمؤمنين؛ أي: لتصيرُنَّ من حال إلى حال في أمر أعدائكم، ثم يكون لكم النَّصر والظَّفر.
ومَن قرأ على خطاب الوحد، فإنَّه يرجع إلى الإنسان المذكور في أول السُّورة:{يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ} ويراد به الجنس.
= وذكر الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١٦١) عن عمرو بن دينار عن ابن عباس: (الشدائد والأهوال الموت ثم البعث ثم العرض). (١) البيتان في "تفسير الثعلبي" (١٠/ ١٦٢). (٢) "أبو" من (ف). (٣) في (أ): "أي قوم". (٤) لم أقف عليه. (٥) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة (٢/ ٢٩٢). (٦) رواه نعيم بن حماد في "الفتن" (٤٢)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (١٠/ ٣٤١٢) واللفظ له، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٥/ ١٨٤). ولفظ نعيم في "الفتن": (في كل عشرين سنة تكونون في حال غير الحال التي كنتم عليها).