بالخفض و {الرَّحْمَنِ} كذلك؛ وصفًا لقوله:{جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ}، والباقون كلاهما بالرَّفع، على معنى: هو ربُّ السَّماوات والأرض وما بينهما وهو الرَّحمنُ.
وقرأ حمزة والكسائيِّ:{رَبِّ} بالخفض نعتًا للأوَّل، {الرَّحْمنُ} رفعًا؛ لأنَّه تباعَدَ عن الأوَّل، فرفع على تقدير: هو الرَّحمن (١).
{لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا}: أي: لا يقدِرُ أحدٌ أن يخاطبَه بشفاعةٍ لأحد إلَّا بإذنه (٢).
{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ}: قال أكثر المفسِّرين: أي: جبريل.
وقال ابن عبَّاس:{الرُّوحُ}: خَلْق عظيم (٣).
{وَالْمَلَائِكَةُ}: يصفُّون {صَفًّا}: كصفِّ بني آدم في الصَّلاة.
وقال الحسن وقتادة:{الرُّوحُ}: بنو آدم (٤). وتقديرُه: ذوو الرُّوح؛ أي: الأرواح.
وروى سعيد بن جبير عن ابن عبَّاس قال:{الرُّوحُ}: خَلْق على صورة بني آدم (٥).
وقال مجاهد: لهم أيدٍ وأرجلٌ ورؤوسٌ، يأكلون الطَّعام وليسوا بالملائكة (٦).
(١) انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ٦٦٩)، و"التيسير" للداني (ص: ٢١٩). (٢) في (أ) و (ف): "بإذن منه". (٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٤٧) بلفظ: "هو ملك أعظم الملائكة خلقًا". (٤) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٣٤٦٦) عن قتادة، ورواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٤٩) عن الحسن وقتادة. (٥) رواه مجاهد عن ابن عباس كما في "تفسير مجاهد" (ص: ٦٩٦). (٦) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٣٤٦٩)، والطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٤٨). ورواه أبو الشيخ في "العظمة" (٤١٢) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما مرفوعا. وضعفه الرازي مع ما في معناه من الأخبار في "تفسيره" (٢١/ ٣٩٤) فقال: ولم أجِدْ في القرآن ولا في الأخبار الصحيحة شيئًا يمكنُ التمسُّك به بهذا القول.