{لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}: قيل: هذا مُتَّصل بالأوَّل: {لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا} فلا يتكلَّمون بالشَّفاعة إلَّا لمن {أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ} منهم بالشَّفاعة {وَقَالَ صَوَابًا}؛ أي: يشفع لمن يستحقُّه، وهو المؤمن دون الكافر.
وقيل:{صَوَابًا}؛ أي: كلمة التَّوحيد في الدنيا؛ أي: لا يكون (٥) الإذن بالشَّفاعة إلَّا للمؤمنين، ولهم شفاعة كما الأنبياء، واعتَرض قولُه:{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا}؛ أي: سكوتًا؛ أي: هذا يكون ذلك اليوم.
ولم يكن في الآية ذكر شفاعة الملائكة، وهو في موضعٍ آخر.
وقيل: الآية على ظاهر نظمها، وقوله تعالى:{لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا} مطلَقٌ بلا
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٤٩)، وأبو صالح هو مولى أم هانئ. (٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٤٦)، والثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١١٩). وقال ابن كثير عند تفسير هذه الآية: هذا قول غريب جدًا. (٣) رواه الطبري في "تفسيره" (١٥/ ٧١)، وأبو الشيخ في "العظمة" (٤٠٨)، وفيهما: "له سبعون ألف وجه". (٤) في (ر): "من هيبته". (٥) في (ر): "يملكون".