والباقون:{متمٌّ} بالتَّنوين {نُورَه} بالنَّصب (١)، يقول: قد أتمَّ نورَه للحال، ويُديمه في الاستقبال، حتى يعمَّ الآفاق، ويظهرَ في البلاد، ويهتدي به العباد.
{وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}: اليهود والنَّصارى وسائر الكفَّار.
وقوله تعالى:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى}: أي: بالرَّشاد {وَدِينِ الْحَقِّ} الذي لا يشوبُه باطلٌ من شرٍّ، أو تفريقٌ بينَ الرُّسل، أو تشبيهٌ ونحوه.
{لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}: أي: ليُعلِيَه (٢) على الأديان كلِّها بالحُجج وبالغَلَبة، وعند نزول عيسى عليه السَّلام بألَّا يبقَى دينٌ غيرُه.
وقيل:{لِيُظْهِرَهُ}؛ أي: ليُطْلِعَ محمَّدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- على علم الدِّين كله، وهو كقوله:{وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ}[التحريم: ٣].
وقوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}: هو استفهامٌ على معنى الحثِّ والعرض، كقولك: هل أنت ساكت؟ و: هل أنت آكلٌ معي؟
ولَمَّا نزلت هذه الآية لم ينزل معها ما بعدَها، وكانوا في شوقٍ إلى معرفتِه ليعملوا به، فبقُوا على ذلك ستَّة عشر شهرًا، ثم نزل:
{تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} الآية: وهو تفسيرُ تلك التِّجارة.
(١) انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ٦٣٥)، و"التيسير" للداني (ص: ٢١٠). (٢) في (ر): "ليغلبه".