ثمَّ ذَكرَ اللَّحمَ الذي هو سيِّد الإدام، وكانت العربُ يتوسَّعون بلحمان (٣) الإبل، ويعزُّ عندهم لحمُ الطُّيور، ويسمعون بها عندَ الملوكِ، فوُعِدوا بها، فقيل:
{وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ}: أي: ممَّا هو شهيٌّ (٤) عندَهم.
وقيل: ممَّا يشتهونَه مِن جملةِ الأجناسِ التي (٥) يعطيهمُ اللَّهُ في الجنَّة، وإنْ كانَ كلُّها مشتهًى لفضلِه وحسنِه.
وقيل:{مِمَّا يَشْتَهُونَ}؛ أي: يأكلون عن شهوةٍ، لا عن جوعٍ ولا عن سآمةٍ.
(١) لم أقف عليه عن الأخفش، وذكره أبو عبيدة في "مجاز القرآن" (٢/ ٢٤٩)، والزجاج في "معاني القرآن" (٤/ ٣٠٣) وغيرهما. (٢) في (ر) و (ف): "يتخير أكلها"، والمثبت من (أ)، والمعنى عليه واللَّه أعلم: فاكهة متخيرة لأجلهم مرضية كلها عندهم. (٣) في (ر): "بلحم". (٤) في (ر): "أشهى". (٥) في (ر): "من جملة أجناسه أي" وفي (ف): "من جملة أجناسه التي".