{إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (٤) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى}: أي: عَلَّمَ محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- جبريلُ وحيَ اللَّهِ، وهو شديدُ القُوى. قالَه (٢) ابنُ عباس وقتادة والرَّبيع (٣)؛ أي: في نفْسِه وعِلْمِه، وهو كما قال في موضعٍ آخَرَ: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِي قُوَّةٍ}.
ومن قُوَّتِه ما ذكَرْنا في قصة لوطٍ مِن رَفْعِه القريَّاتِ إلى السماء ثم تَقْلِيبِها، ومِن قُوَّتِه ما رُوِيَ أنه ضرَبَ بجناحِه إبليسَ على عَقِبِه (٤) بمكَّةَ فألقاه بالهند.
وقولُه:{ذُو مِرَّةٍ}: أي: ذو إِحْكامٍ كالحَبْلِ المُمَرِّ المُوثَقِ بالفَتْلِ.
وقيل:{شَدِيدُ الْقُوَى}: في أوامرِ اللَّهِ تعالى {ذُو مِرَّةٍ}؛ أي: ذو قُوَّةٍ في جِسْمه.
(١) روى الحادثة بتمامها مع الشعر باختلاف يسير: الدولابيُّ في "الذرية الطاهرة" (٧٧)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (ص: ٤٥٤) إلى قوله: (فغرة الجائع)، وقوام الدين الأصبهاني في "دلائل النبوة" (ص: ٢٢٠)، وذكرها الثعلبيُّ في "تفسيره" (٩/ ١٣٥)، والطيبي في "فتوح الغيب" (١٥/ ٧٣) وقال: وأثر الصنعة ظاهر في هذه الأبيات. (٢) في جميع النسخ الخطية: (قال)، والصواب المثبت. (٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٩) عن قتادة والربيع. وذكره المجاشعي في "النكت" (ص: ٤٦٨)، والأصبهاني في "إعراب القرآن" (ص: ٤٠٥) عن ابن عباس وقتادة والربيع. (٤) في (ر): "عنقه".