{فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ}: فلذلك لا يُؤمنون بكَ.
{أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ}: أي: أم يَدَّعون أنَّ عندهم عِلْمَ الغَيبِ، فهم يكتبون مِن ذلك مِثْلَ ما تأتيهم به، فيُعارِضونكَ به؟
{أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا}: أي: إنْ يَمْكُروا بكَ بتَنْفِيرِ الناس عنكَ، وتَأْلِيبِهم عليكَ احتيالًا لِقَتْلِكَ أو لِغَلَبَتِكَ {فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ}؛ أي: بل ضَرَرُ كيدِهم يعودُ عليهم، فيُغْلَبون ويُخْزَون ويُهْلَكون، وهذه بشارةٌ لهم.
{أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ}: يَعْتَضِدون به، ويَلْتَجِئون إليه مما نُريدُ إنزالَه بهم مِن العذاب؛ كما قال:{أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا}[الأنبياء: ٤٣].
{سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ}: أي: هو مُنَزَّهٌ عن ذلكَ.
وقال مُقاتلٌ رحِمَه اللَّه:{أَمْ يَقُولُونَ شَاعِر}: نزَلَتْ في أبي جهلٍ، والنَّضْرِ بن الحارثِ، وعُقْبَةَ، والحارثِ بنِ قيسٍ، ومُطْعِمِ بنِ عَدِيٍّ، {نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ}: تُوُفِّيَ أبوه شابًا، ونحن نرجو أنْ يكونَ موتُه كَمَوْتِ أبيه (١).
وقال الحسن:{الْمَنُونِ}: الموتُ (٢).
وقال ابن عباس: الدَّهْرُ (٣)، وأنشدَ:
(١) انظر: "تفسير مقاتل" (٤/ ١٤٧). (٢) لم أقف عليه عن الحسن، ورواه الطبري في "تفسيره" (٢١/ ٥٩٣) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما. (٣) ذكره عنه الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٣١). =