{فَأْتُوا بِآبَائِنَا}: أي: ائتوا بآبائنا الذين ماتوا أحياءً {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} أنَّ بَعْدَ الموتِ حياةً؛ لِنَعرِفَ ذلك بالمشاهدة، وهذا مبنيٌّ منهم على جهل، فإنَّ اللَّهَ قادرٌ على إحيائهم بعد الموت في الدنيا كما فعَلَ ذلك بكثير مِن الماضين، لكنَّه لا يفعلُه لغير الوقت الذي حكَمَ بإحيائهم فيه، وقد أقامَ الدِّلالةَ على قُدْرَته على ذلك بما اعترَفوا به مِن قُدْرَته على الابتداء، وهو أعجبُ مِن الإعادة.
ورُوِيَ أنَّ أبا جهل -لعنةُ اللَّهِ عليه- قال للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: أَحيِ لنا جدَّكَ قُصَيَّ بن كِلابٍ، فإنه كان صادقًا، فنسألَه عنكَ وعن صِدْقِ ما (٢) تقولُ، وعن البعث بعد الموت، فنزلت الآية (٣).
(١) في (ر) و (ف): "يموت بها". (٢) في (ف): "وعن صدقك وما" وفي (ر): "وعن ما". (٣) ذكره الماوردي في "النكت والعيون" (٥/ ٢٥٥)، والسمعاني في "تفسيره" (٥/ ١٢٩).