وقولُه تعالى:{وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ}: أي: بني إسرائيلَ.
{عَلَى عِلْمٍ}: أي: على عِلْمِنا بصلاحهم لذلك، وقيامِهم بشكره.
{عَلَى الْعَالَمِينَ}: أي: على عالَمِي زمانِهم، بأنْ جعَلْنا فيهم الكتابَ والحِكْمةَ (٢) والنبوةَ والمُلْكَ.
وقيل:{عَلَى عِلْمٍ}؛ أي: على عِلْمٍ آتيناهم وأحوَجْنا إليهم غيرَهم.
وهذا الاختيارُ يجوزُ أنْ يكون خاصًّا لِمَن جعَلَ اللَّهُ فيه النبوةَ منهم، ويكون كقوله:{اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}[الأنعام: ١٢٤]، ويجوزُ أنْ يكون عامًا لبني إسرائيل الذين كانوا مع موسى، اختارَهم بالإِنْجاء وإغراقِ الأعداءِ؛ لعِلْمِه بأنَّ فيهم الأنبياءَ وأتباعَ الأنبياءِ.