وعلى هذا قوله:{مَلْعُونِينَ} يكون نعتًا لهم أيضًا على الحال كالأول؛ أي: مشتومين مُبْعدين عنكم وعن مجالسكم ومساجدكم.
وإذا حُمل الأول على قلة الزمان فقوله:{مَلْعُونِينَ} يكون نصبًا (٢) على الذم، كما في قوله {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}.
{أَيْنَمَا ثُقِفُوا}: أي: وُجدوا {أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا}: هذا حكمُهم إذا ظهر (٣) حالهم.
وقد حقَّق معنى قوله:{مَلْعُونِينَ} -أي: مشتومين مطرودين- لمَّا نزلت سورة براءة، حتى قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قم يا فلان فاخرج من المسجد فإنك منافق، وقم يا فلان. . "(٤)، على ما ذكرنا في تلك السورة (٥).
(١) أي: حالًا لهم، والمؤلف قد يعبر عن الحال بالنعت. (٢) في (ر): "نعتًا". (٣) في (أ): "أظهروا". (٤) رواه الطبري في "تفسيره" (١١/ ٦٤٤)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦/ ١٨٧٠)، والطبراني في "الأوسط" (٧٩٢)، من حديث ابن عباس رضي اللَّه عنهما، وفيه: قام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم جمعة خطيبًا فقال: "قم يا فلان فاخرج فإنك منافق، اخرج يا فلان فإنك منافق" فأخرجهم بأسمائهم ففضحهم. . الحديث. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ٣٤): فيه الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي، وهو ضعيف. (٥) عند تفسير قوله تعالى: {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ}.