وقوله تعالى:{فَنُخْرِجُ بِهِ}: أي: بالماء {زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ}؛ أي: مواشيهم من الحشيش ونحوه {وَأَنْفُسُهُمْ} من الأطعمة والفواكه {أَفَلَا يُبْصِرُونَ} هذا بأعينهم فيستدلُّوا به على أن مَن قدر على إحياء الأرض بعد موتها فهو قادرٌ على إحيائهم (١) بعد موتهم؛ أي: أبصَروا ذلك فهلَّا استدلُّوا.
وقوله تعالى:{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}: أي: ويقول هؤلاء المنكِرون للبعث: {مَتَى هَذَا الْفَتْحُ}؛ أي: الحكم والقضاء والفصل بيننا وبينكم على ما تذكرونه، والفتح: الحُكم، والفتَّاح: الحاكم {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} أنه كائن فبيِّنوا لنا وقته.
وقوله تعالى:{قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ}: لأن إيمانهم إيمانُ اضطرارٍ، وقد قال اللَّه:{فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا}[غافر: ٨٥].
{وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ}: لا (٢) يمهَلون بتأخير العذاب عنهم.
وقيل: هو فتح مكة، وكان موعودًا للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه، فكانوا يذكرون ذلك للكفار، فقالوا: متى هذا الفتح؟ فقال اللَّه تعالى مجيبًا لهم:{قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ} وكان القائلون هذا قومًا من جَذِيمة، فلما فتحت
(١) في (ف) و (أ): "إحياء الناس". (٢) "لا" ليست في (أ) و (ف).