بالكفر في آخر هذه السورة:{إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}، ولولاه لوقع عند العصاة أن الفلاح إذا كان بالإيمان مع الطاعات وفاتت الطاعات فات الفلاح، فسكَّن قلوبهم وذكر أن عدم الفلاح بالكفر لا بالمعاصي.
وقوله تعالى:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ}: بيَّن في هذه الآية ابتداءَ (١) خلقِ الإنسان، وذكر أن آخرَه الموت ثم البعثُ للجزاء، وهو تحريكٌ على الإيمان والطاعات التي بها ينالون الفردوس.
يقول:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ}(٢) الآدميَّ {مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ}: أي: من طينةٍ مستلَّةٍ من كلِّ تربةٍ؛ لأن آدم عليه السلام خُلق منها فكان أصلًا لأولاده، فجاز أن يضاف خلقُهم إليها إذا كان أصلهم مخلوقًا منها.
وقوله تعالى:{ثُمَّ جَعَلْنَاهُ}: أي: الإنسانَ، وهو ولدُ آدم بعد أن كان أصله الطين {نُطْفَةً} في أصلاب الآباء وأرحام الأمهات، فقذفه من الصُّلب حالة الالتقاء إلى رحم المرأة.
{فِي قَرَارٍ مَكِينٍ}: هو (٣) الرَّحِم؛ أي: في مقرٍّ مكينٍ لذلك؛ أي: هُيِّئ له.