إن السَّفاهة طه من خلائقكم... لا قدَّس اللَّهُ أخلاقَ الملاعين (١)
وقال مقاتل بن حيان:{طه}؛ أي: طأ الأرضَ بقدميك، يريد به التهجُّد؛ قالوا: كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقوم في الصلاة على أطراف أصابعه، فأُمر أن يطأَها بأخمص قدميه (٢)، وعلى هذا يكون قوله:(طا) أمرٌ من وَطِئ يطأ، وليِّنت همزته (٣)، و (ها) كنايةٌ عن الأرض.
وقال القرظيُّ: أقسم اللَّه تعالى بطَوله وهدايته.
وقال جعفرٌ الصادق: أقسم اللَّه تعالى بطهارة أهل بيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كما قال:{وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب: ٣٣].
= "تفسيره" (١٦/ ٧) وقد اختار القول السابق ورجحه فقال: والذي هو أولى بالصواب عندي من الأقوال فيه قول من قال: معناه: يا رجل، لأنها كلمة معروفة في عكّ فيما بلغني، وأن معناها فيهم: يا رجل. ثم استدل عليه بالبيت الآتي. والزمخشري أيضًا نسبها لعك مع تعليل لطيف، فقال في "الكشاف" (٣/ ٤٩): إن (طاها) في لغة عكٍّ في معنى: يا رجل، ولعل عكًّا تصرفوا في (يا هذا) كأنهم في لغتهم قالبون الياء طاء، فقالوا في (يا): (طا)، واختصروا (هذا) فاقتصروا على (ها). (١) البيت في "تفسير الطبري" (١٦/ ٧)، و"الأضداد" لابن الأنباري (ص: ٤٠٤)، و"تفسير الثعلبي" (٦/ ٢٣٦)، و"النكت والعيون" (٣/ ٣٩٢)، و"البسيط" (١٤/ ٣٤٨). وعزاه الماوردي ليزيد بن مهلهل. ورواية عجزه عند الطبري: لا باركَ اللَّهُ في القومِ المَلاعِينِ (٢) رواه عبد بن حميد كما في "الكاف الشاف" (ص: ١٠٨) عن الربيع بن أنس مرسلًا، ورواه البزار في "مسنده" (٩٢٦) من حديث عليٍّ رضي اللَّه عنه، وفي إسناده ضعف. انظر: "مجمع الزوائد" (٧/ ٥٦)، وفيه: رواه البزار وفيه يزيد بن بلال، قال البخاري: فيه نظر. وكيسان أبو عمر، وثقه ابن حبان وضعفه ابن معين، وبقية رجاله رجال الصحيح. (٣) في (ف): "ولو كان كذلك لثبتت همزته" بدل من "ولينت همزته".