وقال: في قوله: {بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}: أي: لم تصلْ هذا بكدِّك وجهدك، ولا بطلبك وجدِّك، وبعطائنا وجدْتَه لا بعنائك، وبتفضُّلنا لا بتعلُّمك (١)، وبتلطُّفنا لا بتكلُّفك، وبنا لا بك (٢).
وقوله تعالى:{إِذْ قَالَ يُوسُفُ}: قال الزَّجَّاج: أي: نحن نقصُّ عليك إذ قالَ يوسف.
وقيل: أي: واذكر يا محمَّد إذ قال يوسف (٣).
{لِأَبِيهِ}: أي: يعقوبَ بنِ إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم السلام.
{يَاأَبَتِ}: قرأ ابن عامرٍ بفتح التَّاء على إرادة: يا أبتاه، على نداء النُّدبة، وقرأ بعضهم بالضمِّ؛ لأَنَّه نداءٌ مفردٌ معرفةٌ (٤)، وقرأ العامَّة بالجرِّ على الإضافة بالياء، وحذف الياء تخفيفًا (٥)؛ كما في قولهم: يا نفسِ، يا قومِ، وقرأ ابنُ كثيرٍ:{يا أبهْ} بهاءٍ ساكنةٍ عند الوقف (٦)،. . . . .
(١) في (ف): "بعملك". (٢) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٢/ ١٦٧). (٣) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٣/ ٨٨). (٤) أجازه الفراء وقال: لم يقرأ به أحد نعلمه. انظر: "معاني القرآن" للفراء (٢/ ٣٢)، و"إعراب القرآن" للنحاس (٢/ ١٩٠). وقرأ بها ابن أبي عبلة. انظر: "الكامل في القراءات" (ص: ٥٧٥). (٥) "تخفيفًا" ليس في (أ). (٦) وقف ابن كثير وابن عامر بالهاء، والباقون بالتاء. انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (١/ ٣٤٤)، و"التيسير" للداني (١/ ١٢٧).