وقوله تعالى:{ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ}: أي: قد ذَمَمتُ أصنامكم، وسفَّهْتُ عقولكم وأحلامكم، فاقْصِدوني بما شئتُم من الكيد ولا تمهلونِ، فإني لا أخافكم في اللَّه، وهذا مِن صِدْق توكُّله على اللَّه، وهكذا كان سائرُ رسل اللَّه؛ قال تعالى خبرًا عن نوح عليه السلام:{فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ} إلى قوله: {وَلَا تُنْظِرُونِ}[يونس: ٧١]، وقال تعالى خبرًا عن هود عليه السلام:{إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ}[هود: ٥٦]، بعد قوله تعالى:{فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ}[هود: ٥٥]، وقال تعالى خبرًا عن إبراهيم عليه السلام:{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ} إلى قوله تعالى: {رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا}[الممتحنة: ٤].