وقال عليُّ بنُ الحسين: كلُّ ما في القرآن {الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} فهو (٢) الكفر والإيمان، إلَّا في هذه الآية؛ فإنَّه يريدُ بهما اللَّيلَ والنهار، وكذا قال السُّدِّيُّ (٣).
وقال قتادة:{وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ}؛ أي: النَّارَ والجنَّةَ (٤).
وروى عبدُ اللَّه بنُ عمرو بنِ العاص، عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّه قال:"إنَّ اللَّه تعالى خلقَ خلقَهُ في ظلمةٍ، ثمَّ ألقى عليهم مِن نورِه، فمَن أصابَهُ مِن ذلك النُّور يومئذٍ (٥) اهتدى، ومَنْ أخطأَهُ ضَلَّ"(٦).
وقال ابنُ عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما: خلقَ اللَّهُ تعالى الظُّلمة قبل النُّور.
وقال قتادة: خلق اللَّه السَّماوات قبل الأرض، والظُّلمةَ قبل النُّور، والجنَّة قبل النار (٧).
(١) ذكره الواحدي في "التفسير البسيط" (٨/ ٨). (٢) من قوله: "الليل والنهار وقال علي" إلى هنا وقع مكانه في (ف): "ذلك كله وهو". (٣) رواه عنه الطبري في "تفسيره" (٩/ ١٤٤ - ١٤٥)، وابن أبي حاتم (٤/ ١٢٥٩، ١٢٦٠) (٧٠٨٢)، (٧٠٨٥). (٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٤/ ١٣٢). (٥) بعدها في (ر): "فقد". (٦) رواه الترمذي في "سننه" (٢٦٤٢)، وقال: هذا حديث حسن. (٧) رواه الطبري في "تفسيره" (٩/ ١٤٥)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٤/ ١٢٥٩) (٧٠٧٩)، (٧٠٨٣).