للأضياف (١) إذا نزلوا (٢)، ونصبُه على التفسير، أو على المصدر المدلولِ أو المضمرِ كما مر في قوله تعالى:{ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}.
وقوله تعالى:{وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ}: أي: من زهرة الدنيا للكفار.
وقال ابن مسعود رضي اللَّه عنه: ما من نفسٍ بَرَّةٍ ولا فاجرةٍ إلا والموتُ خيرٌ لها: أمَّا البَرَّة فإن اللَّه تعالى يقول: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ} وأما الفاجرةُ فإنه يقول: {إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا}[آل عمران: ١٧٨](٣).
وقوله تعالى:{وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ}: لمَّا ذمَّ أهل الكتاب الذين كفروا وكتموا الحق ونبذوه وراء ظهورهم وأساؤوا القول في اللَّه وفي رسوله وفي المؤمنين، مدح منهم المؤمنين (٤) الذين آمنوا واتبعوا الحق بهذه الآية.
و {لَمَنْ} لام التأكيد دخلت في الاسم ها هنا دون الخبر، وأنت تقول: إن
(١) في (ر) و (ف): "كإنزال بعض الأضياف"، بدل: "والنزل يعد للأضياف". (٢) "إذا نزلوا" ليس من (ف). (٣) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٤٩٥)، والطبري في "تفسيره" (٦/ ٢٦٢ و ٣٢٦)، وابن المنذر في "تفسيره" (١٢١١)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ٨٤٦)، والحاكم في "المستدرك" (٣١٦٨) وصححه. (٤) "المؤمنين" زيادة من (أ).