للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أُلجم يوم القيامة بلجامٍ من نارٍ" (١)، ولما كان البيانُ باللسان، واللسانُ (٢) في الفم، فامتنعوا عنه، عوقبوا بجنسه (٣).

وقال مسروقٌ: هو الرجل يرزقه اللَّه مالًا فيمنعُ قرابتَه الحقَّ الذي لهم، فيُجعل (٤) حيةً يطوَّقُها، فتقول له: أنا مالُك (٥).

وقال بعض المفسرين (٦): يُلزَمون أعمالهم (٧) مثلَما يلزم الطَّوقُ العنق، وهو تمثيلٌ كقولهم: طوَّقني منَّته (٨)، وقلَّدني عملَ كذا، وقال تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} [الإسراء: ١٣].

وقال مجاهد: {سَيُطَوَّقُونَ} أي: يكلَّفون أن يأتوا بالمالِ الذي بخلوا به عن الحقوق ولا يقدرون (٩).

وقوله تعالى: {وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: تحريضٌ على الإنفاق؛ لأن الكلَّ


(١) رواه أبو داود (٣٦٥٨)، والترمذي (٢٦٤٩)، وابن ماجه (٢٦٦)، من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه. قال الترمذي: حديث حسن.
(٢) "واللسان" ليست في (أ) و (ف).
(٣) في (ر): "عوقبوا به بجنسه" وفي (ف): "عوقبوا به بحبسه".
(٤) في (ف): "فيجعله".
(٥) رواه ابن المنذر في "تفسيره" (١٢٢٢).
(٦) هو مؤرج بن عمر أبو فيدٍ السدوسي. انظر: "تفسير الثعلبي" (٣/ ٢٢٠)، و"البسيط" للواحدي (٦/ ٢٢١).
(٧) في (ر): "مالهم"، والمثبت من باقي النسخ، وهو الموافق لما في المصدرين السابقين.
(٨) في (أ): "مننه".
(٩) رواه الطبري في "تفسيره" (٦/ ٢٧٦)، وابن المنذر في "تفسيره" (١٢٢٤).