للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: {سَيُطَوَّقُونَ}؛ أي: سيكلَّفون، وهو ما روي: أن ماله يمثَّل له في النار كهيئته، فيقال له: انزل فاخرج، فكلما نزل هوَى في جهنم، فيعذَّب فيها إلى ما شاء اللَّه تعالى (١).

والآية (٢) في قول الكلبيِّ في منع (٣) الزكاة.

وقال الضحَّاك: هم اليهود، آتاهم اللَّه التوراة فبخلوا ببيانِ نعت محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- (٤)، ولو أظهروه (٥) لكان خيرًا لهم: الذِّكرُ والشرف في الدنيا، والثوابُ والكرامة في الآخرة، ولمَّا كتموا كان لهم خزيٌ في الدنيا، ويطوَّقون ذلك في الآخرة؛ أي: يجعل في أعناقهم أطواقٌ من نار علامةً لهم على ذلك.

وقيل: حياتٌ في أعناقهم تلتوي عليهم.

وقيل: بل في (٦) كلِّ الأبدان تلتوي عليها، وإنما جُعلت في الأعناق لأن لزوم البيان كان في أعناقهم، وقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَن سُئل عن علمٍ وهو (٧) عنده فكتمه،


(١) لم أقف عليه.
(٢) في (ف): "الآية"، وفي (ر): "إلا أنه".
(٣) في (ف) و (أ): "على مانع"، بدل: "في منع".
(٤) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ٩٥١)، عند تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء: ٣٧]. وذكره القرطبي في "تفسيره" (٥/ ٤٣٩) عن ابن عباس.
(٥) في (ف): "أظهروا".
(٦) "في" ليست في (أ).
(٧) في (أ): "هو".