وقيل: هي في المذكورين في الآية الأولى من المنافقين أو المشركين أو اليهود.
وقيل: هي في المرتدين.
قوله تعالى:{لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}: وهذا التكرير للتأكيد والتقرير، فإنْ حُملت على المرتدِّين وعلى اليهود الذين كانوا مُقرِّين بالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قبل خروجه ثم كفروا به بعد خروجه فمعنى الاشتراءِ والاستبدالِ ظاهرٌ، وإن حُمل على الكفار الأصليين فمعناه: تركُ الإيمان (١) يومَ الميثاق، وإيثارُهم الكفرَ مع قيام الدلائل والتمكُّنِ من الإيمان، وإن حُملت على المنافقين فهي في إظهار كفرهم لأصحابهم بعد إظهار الإيمان للمؤمنين.
قوله تعالى:{وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ} قرأ حمزة بتاء المخاطَبة، وهي (٢) للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، و {الَّذِينَ} ومفعول، {أَنَّمَا نُمْلِي} بدلٌ عنهم، وفعل الحسبان واقع عليه، وهو (٣) كقول الشاعر:
فما كان قيسٌ هُلْكُه هُلْكُ واحدٍ... ولكنه بنيانُ قومٍ تهدَّما (٤)
(١) في (أ): "إيمان". (٢) في (أ): "وهو". (٣) "وهو" سقط من (أ). (٤) البيت لعبدة بن الطبيب في رثاء قيس بن عاصم، وهو في "الكتاب" لسيبويه (١/ ١٥٦)، و"الشعر والشعراء" لابن قتيبة (٢/ ٧١٨)، و"معاني القرآن" للزجاج (١/ ٤٩١).