ولمَّا قرأ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- هذا الوعيدَ على بني نجران، قالوا: هذا الوعيدُ لا يكون لنا؛ فنحن أبناءُ اللَّهِ وأحباؤه، فبيَّن اللَّهُ تعالى أنَّ اللَّهَ تعالى لا يحبُّ إلَّا مَن يتَّبع حبيبَه، وهو قوله تعالى:
وقال الكسائيُّ: الثلاثيُّ لغةٌ قد ماتت، وبقي الاستعمالُ لقولهم: أحَبَّ، ويُستعمل في المفعول: المحبوبُ (٢)، دون: المحَبِّ، وقد ذَكر عنترةُ في شعره:
ولقد نزلتِ فلا تظنِّي غيرَه... منِّي بمنزلة المحَبِّ المكرَمِ (٣)
وقوله تعالى:{فَاتَّبِعُونِي} أثبت فيه الياء لأنَّه أصلٌ، ولم يثبت في:{وَاتَّقُونِ}{وَأَطِيعُونِ}؛ لأنَّه ختمُ آيةٍ يُنوى بها الوقف (٤).
يقول: قل يا محمَّد: إنْ كنتم تحبُّون اللَّهَ كما تزعمون، فإنَّ ذلك لا يتحقَّق لكم
(١) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٢٣٤). (٢) في (ر) و (ف): "ويستعمل المحبوب في المفعول". (٣) انظر: "ديوان عنترة" (ص: ١٦). (٤) وهذا التعليل منقوض بقوله تعالى: {وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: ١٩٧] حيث حذفت الياء مع أنه لا ينوى الوقف.