وقوله تعالى:{إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً}: هي على وزن فُعَلَة كتُؤَدَة وتُخَمَة وتُكَأَة، وأصله: وُقاة مِن الوقاية، لكنْ بُني على الفعل، وقد اتَّقى يتَّقي تُقاةً وتُقًى وتَقوَى وتَقيَّةً، وإنَّما صارتا في الفعل؛ لإدغام الواو في التاء بعد إبدالها بالتاء.
ومعناه: إلَّا أنْ يكون في موضعٍ تخافون الكفَّارَ على أنفسكم أو أهاليكم أو أولادكم أو أموالكم بإظهارِ العداوة، فرخِّص لكم إظهارُ الموالاة والموافَقة مع إضمار (١) الحقِّ.
وقال قتادة: التَّقيَّة: هي أنْ يصلَ رحمًا له مِن الكفار (٣) المشركين مِن غير أنْ يتولَّاهم في دينهم (٤).
وقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لعليٍّ رضي اللَّه عنه في موت أبيه:"اذهَبْ فَوارِهِ"(٥).
وقوله تعالى:{وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}: أي: ذاتَه، وهو كقوله تعالى:{فَاتَّقُونِ}
(١) في (أ): "مع إظهار"، وفي (ف): "على إضمار". (٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٥/ ٣١٧)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣٣٨٢). (٣) "الكفار" لم يرد في (ف). (٤) رواه الطبري في "تفسيره" (٥/ ٣١٨ - ٣١٩). (٥) رواه النسائي (١٩٥)، والإمام أحمد في "المسند" (٧٥٩)، وفي إسناده رجل مجهول.