وقوله تعالى:{قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ}: هذا تأكيدٌ للأول؛ لأنَّه (١) نَهَى عن موالاةِ أعدائه سرًّا وعلانيةً (٢)، وحذَّر مخالفته فيما نَهَى، وأخبر أنَّه يَعلم ما أَخفَوه وما أَبدوه، وهذا (٣) أبلغُ وعيدٍ.
وقوله تعالى:{وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}: وهذا ابتداءٌ؛ ولذلك رَفَعه، والأولُ جزاءُ الشرط فجَزَمه، وإذا عَلم ما في السماوات وما في الأرض كيف يَخفَى عليه ما يُسرُّه (٤) القلبُ.
وقوله تعالى:{وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}: على إنزالِ ما حذَّركم به بكم، وقيل: مِن المغفرة والعقاب.
(١) "لأنه" لم يرد في (ف). (٢) في (أ): "وعلنًا". (٣) في (ر) و (ف): "وهو". (٤) في (أ): "لم يخف عليه ما يسره"، وفي (ف): "كيف يخفى عليه ما يسره لم يخف عليه ما يسره"، وكأن الناسخ غير العبارة ونسي أن يضرب على الأولى.