وقوله تعالى:{الم}: ذكرنا الأقاويل الكثيرة فيه في أول سورة البقرة، وفتحُ الميم لدى الوصلِ لاستثقالِ الكسرة بعد الياء الساكنةِ، ولاختيارِ أخفِّ الحركات.
وقال الفرَّاء والزجَّاج: أُلقي على الميم فتحُ الهمزة من قوله: {اللَّهُ}(١)، ولا يقال: هذا ألِفُ الوصل فلا تكون له فتحةٌ مستحَقَّةٌ؛ لأن {الم} هجاءٌ، ويُنوى فيه الوقفُ، ويُنوى بعده الاستئنافُ، فتكون الهمزة في حكم الثابتة (٢).
وقوله تعالى:{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}: فسَّرناه في أول آية الكرسيِّ، وقال ابن عباسٍ رضي اللَّه عنهما: وحَّد اللَّه نفسَه حيث لم توحِّدْه النصارى واليهود والمشركون.
قال: وهو الحيُّ بنفسه لا بإحياء غيره، والقيومُ (٣) به قيامُ كل شيءٍ، وعيسى صلوات اللَّه عليه كان حيًّا بإحياء اللَّه تعالى، وقائمًا بإقامته، فكيف يكون إلهًا؟!
* * *
(١) انظر: "معاني القرآن" للفراء (١/ ٩)، و"معاني القرآن" للزجاج (١/ ٦٥)، وذكر الزجاج بعده وجهًا آخر وهو كون الفتح لالتقاء الساكنين، وهو قول منسوب لسيبويه، والظاهر من كلام الزجاج اختياره، فإنه عقبه بقوله: وهذا القول صحيح لا يمكن في اللفظ غيره. وانظر قول سيبويه في "البحر المحيط" لأبي حيان (٥/ ١٦٣). (٢) في (ر): "الثابتة"، والمثبت من (أ) و (ف)، والمراد همزة القطع. (٣) في (أ): "القيوم".