بالمحلّة وتلك النواحي، وانقطع من البحيرة والنحريرية، وكان في هذه الأيام الوباء شنيعا جدا، ووقعت فيه نوادر وغرائب وأهوال، وصار الناس لا يهجعون / ٦٢٥ / من الليل إلاّ القليل وهم في شغل شاغل لأجل حفر القبور وتجهيز الأموات، وصاروا يباتون (١) بهم في الليل في المقابر حتى يتهيّأ لهم من يحفر إلى غير ذلك من نوادر غريبة يطول الشرح في تفصيل جرياتها (٢).
[وفاة أمير مكة]
[١٦٩١]- وفيه مات السيد الشريف علي بن عنان بن مغامس (٣) الحسني، أمير مكة، بالقاهرة مطعونا.
وكان قد توجّه بعد صرفه عن إمرة مكة إلى بلاد المغرب، وأكرمه السلطان أبو فارس صاحب تونس، ثم عاد ولزم الإقامة بالقاهرة بطّالا.
وكان حسن المحاضرة، حلو المعاشرة، له فضل ومعرفة بالأدب.