[وتركه](١). والتسبيح في الركوع (٢)، وأشباه (٣) ذلك [مما اختلفت الأخبار فيه عن النبي ﷺ](٤) إذا لم تقم الدلالة على قوة أحدهما على الآخر، ولا ما أوجب إسقاطهما ولا إسقاط أحدهما.
والحجة في ذلك أن [الخبرين إذا ثبتا جميعًا](٥) ليس أحدهما أولى من صاحبه، ولا طريق إلى إسقاطهما، ولا إلى إسقاط أحدهما، وقد [تساويا](٦) وتقاوما، و [ما](٧) أمكن الاستعمال، فلم يبق إلا التخيير فيهما، وأن يكون كل واحد منها يسد مسد الآخر، وصار بمنزلة الكفارة التي [قد](٨) دخلها التخيير، والله أعلم.
(١) زيادة من (خ) و (ص). وستأتي الأحاديث الواردة في هذا في كتاب الصلاة. وانظر إحكام الفصول (٢/ ٧٦٠). (٢) حيث ورد عنه ﷺ أنه كان يقول في الركوع "سبحان ربي العظيم". رواه مسلم (٧٧٢/ ٢٠٣) وأمر به النبي ﷺ فيما أخرجه أبو داود (٨٨٦) بإسناد ضعيف عن ابن مسعود مرفوعًا: "إذا ركع أحدكم فليقل ثلاث مرات سبحان ربي العظيم، وذلك أدناه، وإذا سجد فليقل: سبحان ربي الأعلى ثلاثًا، وذلك أدناه". وأما تركه التسبيح في الركوع؛ ففيما أخرجه مسلم (٤٧٩) من حديث ابن عباس مرفوعًا: "أما الركوع؛ فعظموا فيه الرب، وأما السجود؛ فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب". وفي الإشراف للقاضي عبد الوهاب (١/ ٢٧٠ - ٢٧١): "التسبيح في الركوع والسجود غير واجب خلافًا لأحمد وداود، لقوله ﷺ: "ثم اركع حتى تطمئن راكعًا، واسجد حتى تطمئن ساجدًا"، ولم يأمره بذكر فيهما، وقوله "أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود؛ فاجتهدوا فيه بالدعاء"، ولم يأمره بالتسبيح". (٣) في (خ): وأمثال. (٤) زيادة من (خ) و (ص). (٥) في (س): أن أحد الخبرين ليس أولى. (٦) في (ص) و (خ): استويا. (٧) زيادة من (خ) و (ص). (٨) ساقط من (ص) و (خ).