فإن قيل: هذه الآية نزلت على سبب؛ وهو اختلاف أصحاب (٤٨) رسول الله ﷺ في الأنفال (٣) قبل أن ينزل قوله ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ﴾ (٤).
قيل: عنه جوابان:
أحدهما: أننا نقول بعموم اللفظ وإن نزل على سبب (٥).
والجواب الآخر: أن فيه تنبيهًا على إصلاح ذات البين في كل خلاف إلا أن يمنع منه دليل.
وأيضًا قوله تعالى: ﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ (٦) فهو عموم.
(١) سورة النساء، الآية (١١٤). (٢) سورة الأنفال، الآية (١). (٣) انظر تفسير ابن جرير (٥/ ٣٧٦٠ - ٣٧٦٥). (٤) سورة الأنفال، الآية (٤١). (٥) لكنه خلاف ما قرره في المقدمة من الأصول في الفقه (١/ ٣٠٩) أنه يرجح قصره على سببه. (٦) سورة النساء، الآية (١٢٨).