طبعًا، [وهذا فاسد، فبطل أن تكون العلوم كلها جلية](١).
ولو كانت كلها خفية لم يتوصل إلى معرفة شيء منها، إذ الخفي لا يعلم بنفسه؛ لأنه لو علم بنفسه لكان جليًّا، [وهذا فاسد أيضًا، فبطل أن تكون كلها خفية](٢).
وقد قال الله سبحانه (٣): ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴾ إلى قوله: ﴿وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ (٤).
وقال تعالى (٥): ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ (٦).
وإذا بطل أن يكون العلم كله جليًّا، وبطل أن يكون كله خفيًّا ثبت أن منه جليًّا [ومنه](٧) خفيًّا، وبالله التوفيق.
(١) زيادة من (خ) و (ص). (٢) زيادة من (خ) و (ص). (٣) في (ص) و (خ): ﷿. (٤) سورة آل عمران، الآية (٧). (٥) في (خ) و (ص): ﷿. (٦) سورة النساء، الآية (٨٣). (٧) زيادة من (خ) و (ص).