وبما روي عن النبي ﷺ أنه قال يوم الخندق:"شغلونا عن الصلاة الوسطى إلى أن غربت الشمس، ملأ الله قلوبهم نارا"(١).
قالوا: ومعلوم أنه لم يحبس عن الصبح وإنما حبس عن العصر.
قالوا: وأيضا فإن الوسطى ما كان في وسط الشيء، يقال وسط القوم، والعصر تتوسط صلاتي النهار وصلاتي الليل، وهي الوسطى.
والجواب عن حديث حفصة؛ فقد عارضه ما ذكرناه عنها أن النبي ﷺ قال: والصلاة الوسطى وصلاة العصر" (٢)، فدل أن الوسطى غير العصر (٣).
ورجحنا قولنا بما تقدم ذكره، وفي خبرنا عنها أنه ﷺ قرأ ذلك، [و](٤) في هذا الخبر أنه سمعته يقول ذلك، والقراءة أولى.
وقول حفصة لكاتبها يكتب ذلك فلا يعمل عليه.
وكذلك حديث أبي هريرة وسمرة معارض بقوله: "وصلاة العصر"، والترجيح معنا.
وأما حديث الخندق؛ فإن النبي ﷺ حبس عن الظهر، والعصر،
= وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبري في تفسيره (٢/ ١٣٩٥) والبيهقي في الكبرى (١/ ٦٧٥). وفي الباب عن ابن مسعود مرفوعا:" الصلاة الوسطى صلاة العصر" أخرجه الترمذي (١٨١) وقال: حسن صحيح. وعن البراء بن عازب أخرجه مسلم (٦٣٠/ ٢٠٨). (١) أخرجه البخاري (٤٥٣٣) ومسلم (٦٢٧/ ٢٠٥) ولفظ مسلم: "عن الصلاة الوسطى صلاة العصر". (٢) تقدم تخريجه (٤/ ٣٣٦). (٣) بناء على أن العطف يقتضي المغايرة. (٤) ساقطة من الأصل.