رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"ما وراءك؟ " قال: شر، ما تركوني حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير. فقال - عليه السلام -: "كيف تجد قلبك؟ "، قال: أجده مطمئناً بالإيمان، قال:"فإن عادوا فعد"(١).
قال: وذكر موسى بن أَعْيَن قال: حدثنا عبد الكريم عن أبي عُبيدة (٢) بن محمد بن عمار بن ياسر في قوله تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ}، قال: ذلك عمار بن ياسر، {وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا}(٣)، قال: ذلك عبد الله بن أبي سَرْح (٤).
قال: وذكر أبو عَوَانَة عن جابر الجُعْفِي أنه سأل عامراً (٥) الشعبي عن الرجل يأمر عبده أن يقتل رجلاً، قال: قد قيل فيها ثلاثة أقاويل، فقيل: يقتل العبد، وقد قيل: يقتل العبد والمولى، وقيل: يقتل المولى (٦).
قال: وذكر مروان بن معاوية الفَزَارِي (٧) قال: حدثنا عوف عن الحسن البصري قال: التقية جائزة للمؤمن إلى يوم القيامة، إلا أنه كان لا يجعل في القتل تقية (٨).
قال محمد: وحدثني الثقة عن ابن جريج عن رجل عن ابن عباس:
(١) المستدرك للحاكم، ٢/ ٣٨٩؛ والسنن الكبرى للبيهقي، ٨/ ٢٠٨؛ والدراية لابن حجر، ٢/ ١٩٧. (٢) ز - عن أبي عبيدة. (٣) يقول الله تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (سورة النحل، ١٦/ ١٠٦). (٤) الطبقات الكبرى لابن سعد، ٣/ ٢٤٩ - ٢٥٠. وانظر للآثار في ذلك: الدر المنثور للسيوطي، ٥/ ١٧٠. (٥) ز: عامر. (٦) روي عن الشعبي فى رجل أمر عبده فقتل رجلا قال: يقتل العبد ويعاقب السيد. انظر: المصنف لعبد الرزاق، ٩/ ٤٢٥؛ والمصنف لابن أبي شيبة، ٥/ ٤٣٨. (٧) م: العزيري؛ ف ب: العريري؛ ز: العزيزي. (٨) المصنف لابن أبي شيبة، ٦/ ٤٧٤؛ وتغليق التعليق لابن حجر، ٥/ ٢٦١.