-وبمعنى الأمر، حدّثنى ابن مجاهد عن السّمّرىّ عن الفرّاء فى قوله تعالى (٢) : {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} قال: معناه: انتهوا.
-وتكون «هل» بمعنى «ما» جحد، كقولك: هل أنت إلا ذاهب، أى: ما أنت إلا ذاهب، قال الرّاجز:
أبرد فى الظّلماء من مسّ الصّبا ... هل أنت إلاّ ذاهب لتغلبا
-و «هل» بمعنى: أقبل وتعال، كقولك:«إذا ذكر الصّالحون فحيّهلا بعمر»(٣) ويروى: ف «حىّ» كلمة و «هلاّ» كلمة، فأمّا ما ذكر الخليل: أن حيّهل نبت فهى كلمة.
والوجه الثّانى:«هلا» بمعنى السّكوت كقول الشّاعر (٤) :
أعيّرتنى داء بأمّك مثله ... وأىّ جواد لا يقال لها هلا
أى: اسكت للجماع.
فأمّا قولهم فى زجر الفرس:«هب»، و «هل» فمعناه أيضا: أقبل،
(١) سورة الغاشية: آية: ١. (٢) سورة المائدة: آية: ٩١. (٣) غريب الحديث لأبى عبيد: ٤/ ٨٧. (٤) البيت لليلى الأخيلية فى ديوانها: ١٠٣. ترد فى هذا البيت على النّابغة الجعدىّ حيث قال: [ديوانه: ١٢٣]. ألا حيّيا ليلى وقولا لها هلا ... فقد ركبت أيرا أغرّ محجّلا وينظر: الاقتضاب: ٢٦٣، وشرح المفصل: ٤/ ٧٩، واللّسان (هلل).