فلو أنك فى يوم الرّخاء سألتنى ... فراقك لم أبخل وأنت صديق
-وتكون بمعنى «قد» و «لم» كقوله تعالى (٢) : {وَلَقَدْ مَكَّنّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنّاكُمْ فِيهِ} قيل: فيم لم نمكنكم، وقيل: فيما قد مكناكم.
والوجه السّابع (٣) : «أن» بمعنى «إذ» كقوله تعالى (٤) : {اِتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} أى: إذ كنتم.
والوجه الثّامن (٥) : «إن» أمر من آن يئين: إذا حان وقت/الشّئ فإذا أمرت قلت: «إن» كما تقول: «من» من مان يمين مينا: إذا كذب «من» ومن حان يحين «حن» ومن ران يرين «رن».
قال الله تعالى:«فلينظر الإنسانَ ممّ خلق»[٥] ثم فسر أن الإنسان {خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ}[٦] مهين {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ}[٧] أى: صلب الرّجل وتريبة المرأة، وهى معلق الحلى على الصّدر. وفى الصّلب ثلاث لغات: الصّلب وهى قراءة النّاس والصّلب بضمتين، وقرأ بذلك
(١) الشاهد فى المنصف: ٣/ ١٢٨، والمفصل: ١٣٨، والإنصاف: ١١٣، والتّبيين: ٣٤٩، وشرح المفصل لابن يعيش: ٨/ ٧١، والجنى الدّانى: ٢١٧، والمغنى: ٢٩، وشرح شواهده: ١٠٥، وشرح الشواهد للعينى: ٢/ ٣١١. (٢) سورة الأحقاف: آية: ٢٦. (٣) لم يذكر الوجوه السابقة بأرقامها، وهذا يكون السادس إلا أن يكون فى الكلام سقط أو أنّه جعل معنى «قد» موضعا، ومعنى «لم» موضعا والله أعلم. (٤) سورة البقرة: آية: ٢٧٨. (٥) فى الأصل: «الثّانى».