قرأ حمزة والكسائىّ بالياء؛ لأنّ تأنيث الخافية غير حقيقى.
وقرأ الباقون بالتّاء لتأنيث الخافية، وخافية تكون نعتا لمحذوف أى: لا يخفى منكم على الله، ولا يتوارى من الله نفس خافية، كما قال تعالى (١): {لا يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ} وإن شئت جعلت التّأنيث لفعلة، فالتّلخيص لا يخفى منكم فعلة خافية، وجمع الخافية الخوافى، والخوافى-أيضا-الجنّ، والخوافى الرّيشات فى جناح الطّائر بعد القوادم.
٣ - وقوله تعالى:{قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ} * {قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ}[٤١، ٤٢].
وقرأ ابن كثير (٢) وهشام عن ابن عامر بالياء إخبارا عن غيب.
وقرأ الباقون بالتاء على الخطاب، والوقف على قوله:{وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ} تامّ، وكذلك:«وما هو بقول كاهن»(٣)، ثم تبتدئ {قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ} /لأنّ {قَلِيلاً} تنتصب ب {تُؤْمِنُونَ}«وما» مع الفعل مصدر، والتّقدير: قليلا إيمانهم.
وقال آخرون:«ما» صلة، والتّقدير: يؤمنون قليلا.
فإن قيل لك: ما ذلك الإيمان القليل وهم فى النّار؟
فالجواب: أنّهم أقرّوا بأنّ الله تعالى خلقهم وكفروا بمحمد صلّى الله عليه وسلم فأبطل إيمانهم بالله كفرهم بمحمّد عليه السّلام.
(١) سورة غافر: آية: ١٦. (٢) فى الأصل: «ابن كثير وحده». (٣) إيضاح الوقف والابتداء: ٢/ ٩٤٦.