قرأ ابن عامر:{أَإِذا} ... {أَإِنّا} بهمزتين أيضا خلاف ما قرأ فى سائر القرآن، ولم يجمع بين استفهامية ابن عامر إلا فى هذا الموضع.
وقرأ الباقون على ما أملينا.
٥ - وقوله تعالى:{شُرْبَ الْهِيمِ}[٥٥].
قرأ عاصم وحمزة ونافع:{شُرْبَ} بالضمّ.
وقرأ الباقون بالفتح، وهما لغتان.
وحكى الكسائى لغة ثالثة:«شِرب» بالكسر، وقال: الشّرب والشّرب والشّرب لغات (١).
وقال آخرون: الشّرب: الاسم، والشّرب: المصدر، والشّرب أيضا بالفتح: جمع شارب مثل تاجر وتجر (٢)، واحتج من فتح بالخبر (٣): «إنّها أيام أكل وشرب وبعال» يعنى أيّام التّشريق. والبعال: المجامعة. هكذا يروى هذا الحرف بالفتح. وقال من ضمّ: إن منادى رسول الله عليه السّلام نادى إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: إنها أيام أكل وشرب وبعال قالوا: فاللّفظ لرسول رسول الله صلى الله عليه، وليست اللفظ للنّبى عليه السّلام فيكون حجّة.
سمعت ابن مجاهد يقول: قال ابن جريج (٤): قلت لجعفر بن محمد أنّ
(١) إكمال الإعلام لابن مالك: ٢/ ٣٣٠. (٢) فى تهذيب اللّغة: ١١/ ٣٦٥: «الشّرب: الفهم، وقد شرب يشرب شربا: إذا فهم». (٣) غريب الحديث لأبى عبيد: ١/ ١٨٢ (٢٣١) (مجمع اللّغة) بسنده وتخريجه هناك. (٤) الخبر فى معانى القرآن للفراء: ٣/ ١٢٧، ١٢٨. ونصه: «حدّثنا الفراء، قال حدثنى الكسائى عن رجل من بنى أميّة يقال له يحيى بن سعيد الأموى قال سمعت ابن جريج يقرأ: -