قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم بالياء كليهما، أى: قل يا محمّد: ويوم يحشرهم الله ويحشر الّذين يعبدون، يعنى: الأصنام (١).قيل: حشرها:
فناؤها. وقيل: يحشرها كما يحشر كلّ شئ ليبكت بها من جعلها إلها من دون الله (٢).فأمّا قوله:{إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} فإنّ جماعة من المنافقين والكفّار خاصموا رسول الله صلّى الله عليه وسلم وقالوا قد ذكرت أن الله قد أنزل عليكم: {إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} /وقد عبد قوم عيسى وعزيرا فأنزل الله تعالى (٣): {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ} فهذا فى التّفسير. وقال أهل النّحو: هذا السّؤال لا يلزم؛ لأنّ الله تعالى قال:{وَما تَعْبُدُونَ} و «ما» لغير الإنس. ولو دخل عيسى وعزير فيمن عبد فى هذه الآية لقيل: إنكم ومن تعبدون؛ لأن «من» للإنس خاصة.
وبلغ الفرزدق أنّ جريرا قال (٤):
(١) هو قول عكرمة والضحّاك (زاد المسير: ٦/ ٧٨). (٢) فى البحر المحيط: ٦/ ٤٧٨، عن ابن الكلبيّ. (٣) سورة الأنبياء: آية: ٩٨. والخبر مع شئ من التّفصيل فى أسباب النّزول للواحدى: ٣١٥، وتفسير الطبرىّ: ١٧/ ٧٦. (٤) ديوان جرير: ١٦٥، من قصيدة طويلة يهجو بها الأخطل أولها: بان الخليط ولو طوّعت مابانا ... وقطعوا من حبال الوصل أقرانا حىّ المنازل إذ لا نبتغى بدلا ... بالدّار دارا ولا الجيران جيرانا