«ما نفعنى مال قطّ (١) ما نفعنى مال أبى بكر رضى الله عنه» فقال: ما الثانية جحد مثل الأولى، أى: لم ينفعنى مال أبى بكر؟ ! فقلت له: إن قلّة معرفتك بالعربيّة قد أدتك إلى الكفر، وإنما «ما» الثّانية بمعنى «الّذى» وتلخيصه لم ينفعنى مال كما نفعنى مال أبى بكر رضى الله عنه. وهذا واضح جدّا.
فمن قرأ بهذه القراءة فحجّته:«أنّ النّبىّ صلّى الله عليه وسلم «كان إذا مرّ بصدف مائل أسرع المشي»(٣) وفى حديث آخر: «كان إذا مرّ بطربال مائل أسرع المشى»(٤) أى: حائط (٥).
(١) عن المسند فى كلتا الروايتين. (٢) مجاز القرآن: ١/ ٤١٤، وتفسير الطبرى: ١٦/ ١٨. (٣) الحديث فى غريب أبي عبيد ١/ ٢٠٨ (ط) مجمع اللغة بالقاهرة ١٤٠٤ هـ بسنده. ويروى: «بهدف مائل». وينظر: تهذيب اللغة: ٦/ ٢١٣، ١٢/ ١٤٦، والنهاية: ٣/ ١٧، ٥/ ٢٥١. (٤) غريب الحديث لأبى عبيد: ٢/ ٢٥٧ بسنده. وينظر: تهذيب اللغة: ١٤/ ٥٦، والنّهاية: ٣/ ١١٧. (٥) قال أبو عبيد: «(الطّربال) كان أبو عبيدة يقول: هو شبيه بالمنظر من مناظر العجم كهيئة الصومعة والبناء المرتفع».