قرأ ابن كثير والكسائىّ «قطْعا» بإسكان الطاء مثل قوله: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} ومعناه بساعة من اللّيل تقول العرب: مضى هزيع من اللّيل، وطبيق من اللّيل، وهلّ من الليل، وقطع من الليل. ويجوز أن يكون أراد:
قطعا فأسكن كما تقول: نطع، والأصل نطع.
وقرأ الباقون:{قِطَعاً} جمع قطعة مثل كسرة وكسر وكسفة وكسف، وقال الفرّاء رضى الله عنه (١): {بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} جمعه أقطاع، وقال الخليل رضى الله عنه (٢): القطع طائفة من اللّيل وأنشد:
افتحى الباب فانظرى فى النّجوم ... كم علينا من قطع ليل بهيم
١١ - وقوله تعالى:{هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ}[٣٠].
قرأ نافع وابن عامر «كلمات» بالجمع، وإنما اختارا ذلك لأنّها فى المصحف مكتوبة بالتّاء.
(١) لا يوجد النصّ فى هذا الموضع من معانى القرآن. (٢) العين: ١/ ١٣٩، وأنشد البيت ولم ينسبه، وفى الصحاح: (قطع) عن الأخفش: بسواد من الليل، وأنشد البيت، وعنه فى اللّسان (قطع). وفى هامش الصّحاح: لعبد الرحمن بن الحكم بن العاص. وقيل لزياد الأعجم يمدح معاوية. أخبار عبد الرحمن فى الأغانى: ١٣/ ٢٥٩ ط (دار الكتب) ولم أجده فى شعر زياد الأعجم الذى جمعه الدكتور يوسف حسين بكار ونشره فى دار المسيرة ١٤٠٣ هـ فى بيروت. (٣) سورة الطارق: آية ٩.