ولئن وجدنا كثيرا من نصوص أثرنا هذا منسوبة إلى الأصمعي - كما نجد في «معجم البلدان» لياقوت الحموي - فإننا نجد آخرين نقلوا جزءا كبيرا منها غير منسوبة اليه، ونجد الكتاب - في مجموعه - منسوبا إلى عالم جليل أصفهانيّ من علماء القرن الثالث الهجري، ممن جاء بعد الأصمعي.
وكل ما يتطلع اليه الباحثون هو أن يظفروا بشيء جديد عن الجزيرة وسكانها، وسيجدون طرفا نافعا مفيدا من ذلك في هذا الكتاب، لا يجدونه في غيره مما وصل اليهم الآن. وهو من أقدم ما كتب عن تحديد منازل القبائل في قلب جزيرة العرب، وهو - في الوقت نفسه - وثيق الصلة برواة وعلماء وشعراء من أهل تلك البلاد، ممن يفوقون الأصمعي وأمثاله خبرة ودراية ومعرفة بمواضع الجزيرة، وبسكانها، ممن هم أساتذة الأصمعي وغيره ممن قاموا بتدوين أخبار أهل البادية وما يتصل بها من معلومات.