وكلمات لغوية، ينفرد بها عن غيره مما وصل إلينا، ومن أسماء المواضع ما بقي معروفا في عهدنا مما يضيف إلى معجمات الأمكنة معلومات لا تكمل بدونها ومن الشعراء ومن الشعر ما لا يوجد في غيره، بحيث نفقد بفقده جزءا من ثقافتنا العربية.
٤ - يصور لنا أول نهج سلك في تحديد المواضع، تحديدا قام على أساس المشاهدة والخبرة الكاملتين.
٥ - يتضمن تفصيلات لا نجدها في غيره - من الكتب التي وصلت الينا - عن معادن قلب جزيرة العرب، وهي معلومات على بساطتها لا يستغني عنها أي باحث في المجال الاقتصادي.
٦ - وأمر على جانب كبير من الأهمية هو أنه يذكر لنا المواضع التي تتفق في الاسم، ولكنها تختلف باختلاف القبائل التي كانت تسكن في تلك المواضع، وهذا من الأمور التي أوقعت اللبس والخطأ والخلط في تحديد كثير من مواضع الجزيرة، مما لا تمكن معرفته إلا بمعرفة من يسكنه من القبائل، وهذا ما لم ينتبه له كثير ممن كتبوا عن تحديد منازل القبائل في جزيرة العرب، ممن لم يدركوا أن الاسم الواحد قد يطلق على عدة مسميات.
مما تقدم ذكره من الميزات ومن غيرها مما لم نذكره، يستطاع القول بأن هذا الأثر ذو قيمة كبيرة في تراثنا العلمي للعربي، وذو أثر عظيم بالنسبة للمعنيين بدراسة التراث العربي، بوجه الاجمال.
أما من كان أول من خلف ذلك الأثر فهو - بدون شك - ممن كان ذا خبرة ودراية بالجزيرة العربية وسكانها، من الأعراب القدماء، وصلت بطريق الرواة المعروفين عند بدء التدوين، أمثال الأصمعي وغيره من العلماء، ممن كان عملهم مقتصرا على التدوين المجرّد، ولهذا فإن الباحث لا يعنيه من الأمر إلا وصول المعلومات صحيحة دقيقة - وهذا ما يجده في هذا الكتاب.