أنسابهم ممدا بعضها إلى اسماعيل، وإلى هذه الشجرات الطويلة وجه ابن الحائك الهمداني انتقاده لابن الكلبي، غير أن أبا المنذر لم يتطرق قط إلى مواطن العشائر العربية في جزيرة العرب، ولا في خراسان ومصر وشمالي أفريقية والاندلس، ولم يذكر العلاقات بينها، أو تاريخها، كما لم يشر إلى مواقفها واتجاهاتها السياسية. والحق انك لا تظفر منه عن أحوال الجزيرة بمادة مغنية.
لقد بقي كتاب الأنساب في مخطوطتين احداهما في الاسكوريال والأخرى في لندن، وكل منهما ناقص، وتكملان بعضهما إلى حد كبير. كما بقي منه ملخص قام به ياقوت الحموي، ويستطيع المرء أخذ فكرة عن محتوى كتاب النسب من قراءة كتاب جمهرة الأنساب لابن حزم الذي يحتوي ما لا يقل عن ثمانين بالمئة من المادة التي في كتاب ابن الكلبي، حتى أنه يصح القول أن ابن حزم لخص كتاب ابن الكلبي مع اضافات عن الأندلس.
وقد نقل ياقوت من ابن الكلبي نصوصا كثيرة تتعلق بالجزيرة أخذ بعضها من كتاب الأصنام (١٦) ومن اشتقاق البلدان (٧١) ومن افتراق العرب (١١) ومن النسب (٢٨) ومن عجائب الدنيا (٤) بالاضافة إلى معلومات جغرافية وخاصة عن الحجاز (٢١) ومعلومات تاريخية (١١) ومن النسب (٢٨) وقد نقل البكري في أوائل كتاب معجم ما استعجم صفحات كثيرة عن كتاب افتراق العرب لابن الكلبي.
ذكر ابن النديم أسماء عدة كتب ألفت في جزيرة العرب، والبلدان:
منها جزيرة العرب، ومياه العرب للأصمعي (٨٢) والبلدان لأبي حنيفة الدينوري (١١٦) والمناهل والقرى للسكري (١١٧) ومنازل العرب وحدودها وأين كانت محلة قوم وإلى أين انتقل منها لعمر بن المطرف (١٨٤) والبلدان الكبير والصغير للبلاذري (١٦٤) والبلدان الكبير والصغير، وقسمة الأرضين، وأسواق العرب لابن الكلبي (١٤٢) هذا فضلا عن الكتب المؤلفة عن المدينة، وعن مكة، وعن العقيق. وقد عدد ياقوت «الذين قصدوا ذكر الأماكن العربية والمنازل البدوية فطبقة أهل الأدب، وهم أبو سعيد الأصمعي ظفرت