وقيل: وإنه لحُبِّ المال لقوي (٣)؛ أي: يكثُر به نشاط قلبه وقوةُ بدنه.
وقال ابن عباس: الكنود بلسان بني مالك وكنانةَ: البخيلُ الذي يَمنع رِفدَه ويُجيع عبدَه ولا يعطي النائبةَ في قومه، وبلسان كندة: الكفورُ للنعمة، وبلسان حضرموتَ: العاصي لربِّه، وبلسان مَعَدٍّ كلِّها: الكفور للنعمة (٤).
وقال الحسن: الكفور الذي يَعدُّ المصائبَ وينسى المواهب (٥).
وقيل: الكنود: ذكَّارٌ للمِحن نسَّاءٌ للنِّعم.
(١) انظر: "ديوان طرفة" (ص: ٢٦)، و"شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات" لابن الأنباري (ص: ٢٠٠)، و"شرح المعلقات السبع" للزوزني (ص: ١١٠)، و"شرح القصائد العشر" للتبريزي (ص: ٨٦). قال الشراح: يعتام: يختار، يقال: اعتامه واعتماه: إذا اختاره، وعقيلة كل شيء: خِيرتُه وأنفسُه عند أهله، ويصطفي: يختار صفوته، والفاحش: القبيح السيئ الخلق، والمُتشدد: البخيل. يقول: أرى الموت يختار الكرام بالإفناء، ويصطفي كريمة مال البخيل المتشدد بالإبقاء، وقيل: بل معناه: أن الموت يعم الأجواد والبخلاء، فيصطفي الكرام، وكرائم أموال البخلاء؛ يريد أنه لا تخلُّص منه لواحد من الصنفين، فلا يجدي البخل على صاحبه بخير، فالجود أحرى لأنه أحمد. (٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٣/ ٢٨٥). ولفظه: وإنه للخير لشديد الحب. (٣) في (ر): "يقوى". (٤) انظر: "تنوير المقباس" (ص: ٥١٧)، وعزاه لابن عباس أيضًا القرطبي في "تفسيره" (٢٢/ ٤٣٧). وذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ٢٧١)، والماوردي في "النكت والعيون" (٦/ ٣٢٥)، عن الكلبي. (٥) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٥٨٥)، وذكره الفراء في "معاني القرآن" (٣/ ٢٨٥)، والنحاس في "إعراب القرآن" (٥/ ١٧٤)، والثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ٢٧١).