وقوله تعالى:{كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى}: ذكروا (٣) أن أول هذه السورة إلى قوله: {مَا لَمْ يَعْلَمْ} نزل أولَ ما أُوحي إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم باقي السورة في أبي جهلٍ لعنه اللَّه، وكان فرعونَ هذه الأمة، وأمرُه متأخرٌ عن ابتداء الوحي، وكان بعده بزمانٍ ونزولُه متأخرٌ، وكثير من سور القرآن كذلك، وقوله تعالى:{كَلَّا} قال الحسن: أي: حقًّا (٤)، وكذا قال بعض أهل اللغة.
وقال أكثر أهل اللغة: هو ردُّ ما قبله، وتقديره: ما ينبغي للإنسان أن يُنعِم اللَّه عليه بخلقه وتعليمه ثم هو يَطغى بسبب ماله {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى}؛ أي: يُفْرِط في المعصية ويتمرَّد ويركب رأسه (٥).
(١) "كانت": زيادة من (أ). (٢) في (أ): "وعلم وسوى". (٣) في (ف): "ذكر". (٤) ذكره الماتريدي في "تأويلات أهل السنة" (١٠/ ٤٥٦)، وابن أبي زمنين في "تفسيره" (٥/ ١٤٧)، والثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١٥١)، والواحدي في "البسيط" (٢٣/ ٢٢٦). (٥) في (ر): "ويتمرد وتزكيه نفسه".