وقال الأخفش:{سِينِينَ}: جمع سينينة (١)، وهو شجرةٌ مثمرةٌ، وهو كقوله: طور سيناء، وهو الحسَنُ، وزيدت الياء والنون للجمع، وكأنه قال: وطورِ الأشجار الحسنة.
{وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ}: قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن زيد وإبراهيم: هو مكة (٢)، ومعناه: ذو الأمن، كما قال:{حَرَمًا آمِنًا}[القصص: ٥٧].
وقال قطرب: هو مأمونٌ؛ أي: يأمنُه أهله، وهو كقولهم: سرٌّ كاتم؛ أي: مكتوم.
وقيل:{وَالتِّينِ} أبو بكر الصديق {وَالزَّيْتُونِ} عمر الفاروق، {وَطُورِ سِينِينَ} عثمان ذو النورين {الْبَلَدِ الْأَمِينِ} عليٌّ رضوان اللَّه علهم (٣).
وقوله تعالى:{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}: القسَم على هذا.
وقال الإمام أبو منصور: هذا أمر مشاهَدٌ فلا حاجة (٤) إلى تأكيده بالقسم، إنما حاصل القسم على ما يتمُّ به الكلام، وهو قوله:{ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ}؛ أي: إلى جهنم {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} منهم (٥).
و {أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}؛ أي: تعديلٍ وتسويةٍ، وهيَّأناه أحسنَ هيئةٍ يَصلح معها التصرُّف
(١) انظر: "معاني القرآن" للأخفش (٢/ ٥٨١). (٢) رواه عنهم الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٥٠٨ - ٥١٠). (٣) هذا قول مردود، وهو أشبه بقول الباطنية. (٤) في (ر): "يحتاج". (٥) انظر: "تأويلات أهل السنة" (١٠/ ٥٧٣).