وقال الحسن:{يَتَذَكَّرُ}؛ أي: يتوب (١)، وفي رواية عنه قال: يؤمن (٢).
وقال مقاتل:{يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ}: هو أميَّة بن خلف (٣).
{يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي}: أي: يا ليتني قدمت في (٤) الدُّنيا التي كانت حياتي فيها منقطعةً فانيةً لحياتي هذه التي هي باقيةٌ دائمة؛ أي: قدَّمْتُ عملًا صالحًا يُنالُ به الثَّواب، ويُخلَص به من العذاب.
وكان قتادة إذا قرأ هذه الآية قال: هناك حياة طويلة فاعملوا لها (٥).
ومعنى قراءة الفتح:{لَا يُعَذِّبُ} أحدٌ في الآخرة كعذاب أميَّة بن خلف، ويجوز أن يكون مخصوصًا بعذابٍ لا يكون ذلك لغيره، {وَلَا يُوْثَقُ} أحدٌ؛ أي: لا يُشَدُّ بالسَّلاسل والأغلال كما يُشَدُّ هو.
(١) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (١٠/ ٣٤٢٩) عن الضحاك. وذكره الواحدي في "البسيط" (٢٠/ ٢٤٥) عن الحسن، لكن في تفسير قوله تعالى: {فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} [محمد: ١٨]، ثم نقل بعده عن الفراء: ومثله قوله: {يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى}. (٢) لم أجده. (٣) انظر: "تفسير مقاتل" (٤/ ٦٩١). (٤) في (أ): "في حياتي". (٥) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٣٩١). (٦) انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ٦٨٥)، و"التيسير" للداني (ص: ٢٢٢).