{فَجَعَلَهُ غُثَاءً}؛ أي: جعلَه بعد اهتزازه وخضرته ونضرته يابسًا هشيمًا.
{أَحْوَى}: أي: أسود لاحتراقه، والحُوَّة: السَّواد، والأحوى: الأسود، من حدِّ (علم)، وقد يحملُه السَّيل فيسودُّ بعد اليَبْس، وهذا على تقرير النَّظم على حاله.
وقال الفرَّاء: الأحوى: الأسودُ لشدَّة خضرته، كما قال:{مُدْهَامَّتَانِ}[الرحمن: ٦٤]؛ أي: مسوادَّتان لشدَّة خضرتهما.
وعلى هذا القول فيه تقديمٌ وتأخيرٌ: والذي أخرج المرعى أحوى فجعله غثاء (١).
وهو كقوله: {أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (١) قَيِّمًا} [الكهف: ١ - ٢]؛ أي: أنزل على عبدِه الكتابَ قيِّمًا، ولم يجعل له عِوجًا، على التَّقديم والتَّأخير.