{الثَّاقِبُ}: قال الفرَّاء: أي: المضيءُ، والعرب تقول للموقِد: أَثْقِبْ نارَك؛ أي: أَشْعِلْها حتَّى تضيء، وقد ثَقَبَتِ النَّار ثُقوبًا، وأثقَبْتُها أنا إثقابًا.
وقيل: هو زُحَلُ على الخصوص.
وقيل: هو النَّجم المرتفع على سائر النُّجوم، يقال: ثقبَ الطَّير: إذا حلَّق بالسَّماء ارتفاعًا (٣).
قيل: الثَّاقب: النَّجم الذي تُرْمى به الشَّياطين، فيَثْقُبُ الشَّيطانَ؛ أي: يَنفذ فيه ويحرقُه.
وقيل: هو اسمُ لكلِّ نجمٍ.
وقيل: هو الثُّريَّا خاصَّة.
وقيل: هو زُحَل، وسُمِّي به لأنَّ نورَه يثقبُ سبع سماوات.
وقال ابن عبَّاس: نزلت في أبي طالبٍ، وذلك أنَّ ليلةً من اللَّيالي انحطَّ نجمٌ، فامتلأَتْ الآفاقُ نارًا، ففرخَ لذلك أبو طالب، فقال: أيُّ شيءٍ هذا؟ فقال رسول اللَّه
(١) في (ر): "أي والذي يأتي". (٢) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٣٥٦٩)، والطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٢٨٨) بلفظ: (ظهور النجوم، يقول: يطرقك ليلًا). (٣) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٣/ ٢٥٤).