{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}: ثم خاطبَه فقال: {وَمَا يُدْرِيكَ} يا محمَّد {لَعَلَّهُ}؛ أي: لعلَّ الأعمى {يَزَّكَّى} أصلُه: يتزكَّى، أدغمَت التَّاء في الزَّاي، كما في المزَّمِّل.
و {يَزَّكَّى} معناه: يزداد طهارة بما يتعلَّم منك، ويزول عنه دنس الجهل.
{أَوْ يَذَّكَّرُ}: أي: يتَّعظ، وأصله: يتذكر، أُدغمَت التَّاء في الذَّال.
{فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى}: قرأ عاصم: {فَتَنْفَعَهُ} نصبًا على جواب (لعلَّ)، والباقون رفعًا عطفًا على {يَذَّكَّرُ}(٢).
وذكر (لعلَّ) ليس للتَّشكيك، بل للتَّرقيق، كما في قوله:{لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[البقرة: ١٨٩]، {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[آل عمران: ١٣٢].
قوله تعالى:{أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى}: أي: مَن كان غنيًّا بالمال، وجيهًا في الحال.
{فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى}: أي: تتعرَّض، من الصَّدد، وهو القرب، ومنه يُقال: داري صَدَدُ دارِه؛ أي: قُبَالتها، وأصله: يتصدَّد، فقُلِبَتِ إحدى الدَّالات ياء، كما في التَّمطي والتَّقصي.
{وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى}: يعني: لا يتزكَّى؛ أي: ليس عليك شيءٌ بألَّا يتطهَّر بالإيمان، ويبقى على نجاسة الكفر.